الأربعاء، يونيو 13، 2012

أعلنت عليك الحب


أعلنت عليك الحب...غاده السمان
كانت القسوة خطيئتك 
و كان الكبرياء خطيئتي
و حين التحمت الخطيئتان
كان الفراق مولودهما الجهنمي
طالما قررت : حين نفترق
سأطلق الرصاص على صوتك
و أربط جسد ك
إلى عمود رخامي
و أضرم فيه النار 
كما كانوا يحرقون السحرة و شرورهم 
و اليوم ، وقد افترقنا 
أفكر فيك بحنان 
و حزن مليء بالصفاء 
كهمس الصحراء للسراب  
فراق أو لا فراق 
إني أعلنت عليك الحب 
إني أعلنت عليك السلام 
إني أعلنت عليك الشوق 
إني أعلنت عليك الغفران 
و لست بنادمة 
لأنني أنفقت عليك جسدي و روحي 
برد . برد 
و سجادة النجاح من الجليد 
وجوه الأصدقاء  
حقل مزروع بالألغام 
و أصابعهم خناجر 
وحدك كنت 
ملاذ القلب – القنفذ 
و لأجلك وحدك 
استحالت أشواكه سنابل  
ربما لذلك 
كانت طعنتك الأشد حذقا و نفاذا 
قليل من الشجار  
ينعش ذاكرة الحب  
قليل من الشجار  
ينعش قلب الحب  
لكننا شربنا من خمرة الشجار 
حتى ثملنا 
و قتل كل منا صاحبه 
و عربد على جثته 
حتى دون أن يلحظ ذلك 
و أيضا أغفر لك  
أنك حولتني من عصفور الرحيل 
إلى مسمار مثبت في تابوت الغم 
كنت ممتلئة بك ، راضية مكتفية
بك
و لكن زمننا كان مثقوبا 
يهرب منه رمل الفرح بسرعة 
أتعذب 
بسبب ما فعلته بك 
بعد أن أرغمتني على أن أفعله
بك 
أعلنت عليك الحب 
أعلنت عليك السلام 
أعلنت عليك الغفران 
بقي أن تعلن على نفسك 
السـلام و الغفران 
أما الحب 
فأنت جسده 
تم كل شيء بسرعة الصاعقة 
وامتزجت في حكاياتنا 
شهقة الولادة 
بشهقة الاحتضار 
طويلاً تعثرت 
في شبكة عنكبوت الحيرة 
وكانت كلمة وداعاً  
جسر القرار الوحيد الباقي 
قاسية كضربة إزميل في رخام 
وها هي ثلوج النسيان  
تهطل تهطل تهطل  
وعبثاً تغطي معالم حديقة حبنا 
قبل أن انام  
اطرد صورتك من رأسي 
بكل تعاويذ العقل  
وكل القوانين الاجتماعية 
ولكن حبك يقطن 
تلك الدهاليز في اعماقي  
التي لا تطالها سلطة الملك ــ العقل 
حبك يتكاثر 
ويتناثر في داخلي 
ويصدعني 
ويتناسل دونما مبالاة بشهادات 
الميلاد الرسمية 
وهكذا 
حين اظنيْ رحلت إلى النوم  
يظل جزء مني يتابع حياته 
السرية  
مسكوناً بك  
ممعناً في حبك 
ويوقظني عند الفجر  
بضربة من فأس الشوق 
في منتصف رأس 
أهو صداع 
أم تصدّع في روحي 
أيها القريب على مرمى صرخة  
البعيد على مرمى عمر
اني أعلنت عليك الحب
اني اعلنت عليك السلام
اني اعلنت عليك الغفران
رغم كل ما كان
وما قد يكون
خذ من قلبي ماشئت ... فسيبقى لي منه ما يكفيني 
تابعونى
تويتر
https://twitter.com/#!/kera2at




عاشقة رجل ممنوع من الصرف




عاشقة رجل ممنوع من الصرف
لا يزال التحديق في عينيك
يشبه متعة إحصاء النجوم في ليلة صحراوية...
ولا يزال اسمك
الاسم الوحيد "الممنوع من الصرف" في حياتي..
لا تزال في خاطري
نهراً نهراً.. وكهفاً كهفاً.. وجرحاً جرحاً...
وأذكر جيداً رائحة كفك..
خشب الأبنوس والبهارات العربية الغامضة
تفوح في ليل السفن المبحرة إلى المجهول...
... لو لم تكن حنجرتي مغارة جليد،
لقلت لك شيئاً عذباً
يشبه كلمة "أحبك"..
ولكن، وسط هذا المساء المشلول..
تحت أحابيل الضوء الشتائية الغاربة..
لم أعد أكثر من جسد ممدد في براد الغربة،
لم يتعرف أحد على جثته
المشخونة "ترانزيت" من دفء بيروت الغابر..
إلى مشرحة اللامبالاة في حانة الحاضر.. 
*** 
لأنني أولد مرة، وأموت مرات...
لأنك دخول الضوء في الأشجار
والحبر في عروقي، وبهاء لبنان في مرايا ذاكرتي..
أضبط نفسي متلبسة بالشوق..
متسولة على أبواب المجاعة إليك..
أهيم على وجهك، مثقلة بأشواكي
مثل نبتة صبار صغيرة ووحيدة..
وأعرف أنني سأظل أفتقدك في ولائم الفراق..
 هل ينبغي حقاً أن أنساك
كلما سكبت بيروت اسمنتها المسلح في حنجرتي؟ 
وأعرف جيداً طريق العاصفة إلى منارتك
وأحزان أنهار ضلّت الدرب إلى مصبّاتها..
لا تتهمني بالنسيان، ولا تطعنني "ببرج إيفل"..
ولا تصلبني على عقارب ساعة "بيغ بن"..
ولا تحنط رأسي وتعلّقه أعلى "قوس النصر"..
لم يكن بوسعي أن أزرع الياسمين الدمشقي،
فوق جدران "سوهو" و "الحي اللاتيني"..
ولا اقتلاع "برج بيزا" لغرس نخيلي مكانه..
لكنني احتفظت لك دوماً بحقل سرّي
في دهاليزي.. وأشعلته بحمرة شقائق النعمان اللامنسية
المتأججة على جبين البراري السورية.. 
***
آه سأظل أتذكر تلك القبلات
التي تتبادلها يدي ويدك خلسة..
حين أصافحك وداعاً،
في سهرات الياقات المنشاة..
وولائم أقنعة الدانتيل فوق أسنان أسماك القرش.. 
*** 
... أحمل حبنا إلى محنّط الطيور
وأرجوه أن يصنع لنا شيئاً..
تفوح رائحة عقاقيره، يستل مشرطه
وهو يتناول مني عصفورنا النادر
ثم ينطلق هارباً صارخاً: ولكنه مازال حياً...
... أرافق حبنا إلى الحانة..
فيطرده النادل ضاحكاً: طائرك ولد ثملاً...
... أمضي بحبنا إلى "مقهى المطر"
وأغني له كي ينام، فيحدّق ساخراً..
وعلى أهدابه ألمح اسمك
معلّقاً كدمعة تواكبها ابتسامة شيطانية..
أدس له المخدر في قهوته،
فيرتشفها لا مبالياً ممتطياً صهوة الذكريات..
ويقصّني صوت فيروز الجارح منشداً..
بعدك على بالي 
*** 
لماذا أخط إليك الآن جنوني
في "لحظة حب نزقة كزفرة تنهد؟
لأنني الليلة، داهمت منضدة مكتبي
فوجدت أحد أقلامي جثة هامدة
وقد مات منتحراً..
بعدما شرب السم بدل الحبر..
وكنت قد كتبت به صباحاً
رسالة وداع إليك!..
تابعونى
تويتر
https://twitter.com/#!/kera2at
لـــ غادة السمان