الخميس، أغسطس 18، 2011

ربما أحبك مرة أخرى.



قلت لها ضاحكا:اخلعي نظارتك السوداء حتى أراك.
قالت:تقصد ترى عيني.
قلت:ربما.
قالت:كيف تراهما الآن بعد سنوات الفراق الطويلة.
قلت: أراهما الآن بحرا بلا شاطئ،بعد أن استرحت إلى شاطئ.
كنت في زمان مضي أحب السباحة في البحار حتى فقدت القدرة
على أن أرى شواطئها،لكنني نسيت السباحة من زمن بعيد.
بل إنني أخاف لون البحر،ملوحته،أسماكه،وحشة الأيام فيه.
قالت:السباح الماهر لا ينسى السباحة أبدا.
قلت: لو غرق يوما ما عاد للسباحة مرة ثانية.
قالت: من ترى الذي غرق فينا؟،أنا غرقت قبلك.
قلت: أنتي غرقت قبلي،وأنا أنقذتك من الغرق.
قالت: وأنا.
قلت: دعينا من الماضي،انه يؤلمنا أحيانا.
قالت: كن صريحا.
قلت: أنا أنقذتك من الغرق،وقبل أن نصل إلي الشاطئ وجدت يدك تمتد وتلقيني بعيدا
وخرجت وحدك وابتلعتني الأمواج.
قالت: كنت أختبر مشاعرك.
قلت: وأنا كنت أختبر نبلك.
قالت: لا أتصور لك عمر غيري.
قلت: هو عمر خاسر.
قالت :ليس في الحب ربح وخسارة.
قلت: لست أنتي التي تتحدثين عن الربح والخسارة.
قالت: يقولون إن قلوب الشعراء تتسامح،ولكني أراك لا تتسامح.
قلت: حينما تلتئم الجراح،يمكن أن نتسامح،ولكن كيف يكون التسامح
ومازال بيننا نزيف يتدفق في الأعماق.
قالت: مازلت تحبني..أراهنك،ادفع عمري..مازلت تحبني.
قلت: مازالت أوهامك القديمة..حينما تصورت أن الأشياء من واليك،
وأنني سأهاجر إلى كل بلاد الله،وليست لي بلادا غيرك،
أنتي واهمة،،ما ابعدنى عنك الآن وما أبعدك عنى.
قالت: ولكني أحبك..مازلت أحبك. قلت: هذه الكلمة أهينت كثيرا،أهينت في أفلامنا،ومسلسلاتنا،وسلوكياتنا،ومعاملاتنا،
والكل يبيع،كم تكون الكلمة ذات معنى عندما تحترم،
وكم تكون رخيصة عندما تهان.
قالت: أنت رجل معقد،لا تثق في احد حتى في نفسك.
قلت: اكتشفت يا سيدتي أن نفسي هي الشيء الوحيد الذي ينبغي أن أحبه بلا مقابل،
فهي لا تطلب مني شيئا،وأنا اعتقد أنها تستحق هذا الحب.
قالت: هذا غرور وأنانية وجنون.
قلت: قد كنت أنتي غروري وجنوني يوم أحببتك،شعرت أنني أغنى أغنياء الأرض،
ولم يكن معي شيء يومها،وحلقت بك إلى أعلى السموات
حتى أصبح حبك نوعا من الجنون
. يا سيدتي لن تجدي مجنونا أخر يحبك مثلما أحببتك.
قالت: وأنا مازلت أحبك.
قلت: في أمريكا وأوربا الآن توجد أسواق لبيع الأجزاء البشرية،كالقلوب والعيون،
وليس ببعيد أن نجد يوما سوقا لبيع سنوات العمر،
وإذا حدث هذا فسوف أكون أول من يذهب
إلى هذه السوق،لاشتري مرة أخرى أيامي معك،
ربما أحبك مرة أخرى.

فاروق جويدة ، عمر من ورق