الثلاثاء، أغسطس 09، 2011

شاهد الشجرة المقدسة

شجرة مريم العذراء عليها السلام من المزارات الأثرية التي تعد من عبق التاريخ القبطي في مصر، فهي من أهم وأشهر المزارات التي يتوافد إليها السائحين.

ووراء هذا المزار التاريخي قصة ومعجزة إلهية من المولى سبحانه وتعالى لحماية العائلة المقدسة من بطش المعتدين الذين كانوا يريدوا النيل من سيدنا المسيح عليه السلام حتى يموت قبل أن ينشر دعوة المحبة بين البشر.
جاءت البداية عندما علم الحاكم الروماني بتحقيق نبوءة مولد الطفل يسوع الذي يهدد عرشه وحكمه، وعندما شعر قلب الأم "مريم" بالخطر على مولودها قررت الاتجاه مباشرة إلى فلسطين، ومن ثم إلى مصر، وكان معهم رفيق الرحلة الأمين يوسف النجار.
إنطلقت الأم وطفلها والنجار بعد مشوار طويل من مطاردة أعوان الحاكم إلى مصر وتحديداً منطقة المطرية، حيث شجرة "الجميز" التي إختبوا في فروعها التي تدلت لحمايتهم وإخفائهم عن عيون الأعداء.
ونجحت الشجرة بمعجزة إلهية من حماية العائلة المقدسة من عيون الأعداء، ومنذ ذلك الوقت والشجرة والبئر المتواجد حولها، والذي استخدمته العذراء مريم لاغتسال ابنها من المزارات المقدسة التي يطلبها الجميع كنوع من التبرك والشفاء، وسط تحويل السكان المتواجدين بالمكان لأسماء جميع المناطق المتواجدة والمدارس إلى اسم "مريم".
صورة الشجرة من 100 عام

وللتأريخ الصحيح يجب الذكر أن الشجرة الأصلية التي اختبت خلالها العائلة المقدسة أصابها الشيخوخة وتلفت أغصانها تماماً عام 1656، ليقوم الآباء في المنطقة بجمع فروعها، أما الشجرة المتواجدة حالياً نبتت مكانها في عام 1672 ليتم تحويلها إلى مزار سياحي، كما أن البئر لم يجف منذ اغتسال السيد المسيح فيه حتى الآن.

ونبعت مياه البئر التي تواجدت بجوار الشجرة مباشرة بعدما رسم السيد المسيح بيده المباركة على الأرض، ليتفجر حول المكان الماء ويتجمع في صورة البئر، وتتردد بعض الروايات من الأهالي في المكان المقدس عن حارة "الخمير" التي رفض أصحابها إعطاء مريم العذراء خبزاً لتأكل، فكان عقاب سكان الحارة عندما حزنت مريم أنه لم يتخمر خبزاً على الإطلاق في هذه الحارة في هذا اليوم.
وحتى الوقت الحالي مازال العديد من المصريين المسلمين والأقباط يتجهوا إلى الشجرة طلباً للشفاء والتبرك، بالإضافة إلى أن جنود الحملة الفرنسية اغتسلوا من البئر عندما أصابهم الرمد في عيونهم، وعندما جعل المولى سبحانه وتعالى هذه المياه سبباً في شفائهم حفروا أسمائهم على الشجرة، ومازالت موجودة حتى الآن.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق