الخميس، يونيو 30، 2011

اللبن المسكوب



البعض يتعمد ان يكسر الكأس..ويسكب اللبن..كي يمارس هواية البكاء على اللبن المسكوب
تُرى اذا كانت قلوبنا هي
الكأس المكسوره
ومشاعرنا هي
اللبن المسكوب
فكم مرة كُسرت تلك الكأس؟
وكم مرة سُكب ذلك اللبن
في لحظات الحب الصادقه
نفتح لهم ابواب قلوبنا
ونهبهم الحب بلا تردد
ونمنحهم الامان بلا حدود
ونغمض اعيننا على حلمنا
الجميل بهم
ونعيش لهم ومن اجلهم
ونحسن اليهم قدراستطاعتنا
وفي غمرة الحب
وغمرة الحلم..وغمرة العطاء
ننسى اتقاء شر من أحسنا اليهم
ونغمض اعيننا على طيفهم الجميل
آمنين..مطمئنين لهم
ولا يوقظنا من لذة احلامنا معهم
سوى طعنة الغدر التي تستقر في قلوبنا
وصوت انكسار احلامنا الذي
يهز اركاننا
وتنكسر
الكأس
وينسكب
اللبن
ويصيبنا الموقف بالذهول
ويصعب علينا استيعاب الموقف
ويرعبنا تصور الحياة من دونهم
ونبكي خلفهم كالأطفال
وننحني حزنا..وننكسر الما
ونناديهم بأعلى صوتنا
ونرجوهم ألاّ يرحلوا
ونتوسل اليهم ان يعودوا
لكن لا مجيب
وبعد دوامة من الحزن
والضياع والالم
نعود الى انفسنا من جديد
نبحث عن ذواتنا مرة اخرى
ونحاول جاهدين اصلاح اعماقنا
وترميم أحلامنا المكسوره
ونترك بقاياهم خلفنا
ونطوي صفحتهم الى الأبد
وفي قمة نسيانهم
يعودون الينا
يطرقون ابوابنا من جديد
يحاولون احياء الحب الميت
من جديد
ويسردون القصص الكاذبه
ويسردون اعذارهم الواهيه
ويقدمون لقلوبنا اعتذاراتهم
المتأخرة جدا
وينتظرون منا
ان نفتح لهم ابوابنا من جديد
وان نحسن استقبالهم من جديد
وان نرقص لعودتهم فرحا
وان ننسى كل العذاب
الذي عايشناه في غيابهم
وان ننسى مل الدموع التي
سفكناها عند رحيلهم

فمثل هؤلاء
يحبون انفسهم كثيرا
ويظنون ان الحياة تتوقف في غيابهم
ويخيّل اليهم غرورهم
انهم سيملكون مفاتيح قلوبنا الى الأبد
وانهم يملكون حق العودة الينا متى شاؤوا
واننا سنضيع ايامنا في انتظار اشارتهم الخضراء
كي ننطلق نحوهم من جديد
واننا سنقضي عمرنا في البكاء على اطلالهم المهجوره
ولكنهم يذهلون
ويصابون بشيء من الصدمه
حين يكتشفون ان الحياة مازالت مستمره
وان وجودنا لم يعد في حاجة الى وجودهم
وان قلوبنا الصادقه لم تعد تتسع لهم
وان دموعنا عليهم قد جفت من زمن
وان نصفنا الآخر لم يعد يشبههم في شيء
وان صلاحيتهم قد انتهت لدينا تماما
وعندها فقط
يتخبطون كما تخبطنا
ويطرقون ابوابنا كما طرقنا ابوابهم
ويبكون خلفنا كما بكينا خلفهم
لكن بكاءهم لا يجدي شيئا
لانه يكون بكاء على اللبن المسكوب

آخر الهمس
اذا كسرتم الكأس يوما
فلا تحاولوا اصلاحها.
فلن تعود كما كانت ابدا
واذا سكبتم اللبن يوما
فلا تبكوا عليه
فلن ينفع البكاء على اللبن
المسكوب في شيء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق