الثلاثاء، يوليو 05، 2011

وردتى الصغيرة

على قدر صمتى الدائم كان انصاتى قليلا ,وردتى الصغيرة تحب الحكى, وانا استمع ولكن على مضض, ولا اظهر لها ذلك,تحكى وردتى طويلا وانا استمع كثيرا, تحكى عن كل شيئ عن صديقاتها اهدافها احلامها تحكى وتسترسل,اقاطعها احيانا مستهزئا بالقاء التحية العسكرية لكل من تحكى عنهم,فاحيانا تحيا جمهورية المدرسة العربية,واحيانا اخرى تحيا جمهورية اصدقائى العربية, تضحك احيانا وتخجل احيانا اخرى

لا يمر الوقت كثيرا حتى تنشغل فى مذاكرتها او تخلد الى النوم واظل بمفردى لساعات لا ياتى احد يحكى لي حكاياته فاشعر بوحدة قاتله واتمنى لو تعود وتحكى ولن اقاطعها ابدا , اغضب من نفسى لانى اقاطعها ويملئنى الندم واتمنى لو اوقظها من نومها كى تكمل حديثها,فأنا حينها وحيدا .ولا احد معى

ما نعتقد انه تافه ولا قيمة له ربما يكون لدى الاخرين ذا قيمة ومغزى,خاصة ان كان هناك دوافع اخرى تدفعهم الى التحدث,فهم وجدوا الوسيلة التى يقتلون بها وحدتهم وروتين الحياه الممل,وكوننا لا نفهم ذلك لا يعطينا الحق ان نغض البصر عما قد يعنيه لهم

تعلمت بعدها ان استمع اليها,فلو لم تحك معى ستحكى مع من؟,ان لم اسمعها من يسمعها؟,لم اعد امل من حكاياتها واصبحت اشاركها الحوار ولا يتوقف دورى على السماع, لم اعد انشغل باشياء اخرى بينما هي تتحدث,لم اعد اوقفها اثناء حديثها مستهزئا ,ادركت مدى قسوتى وانانيتى , وادركت انى ايضا احتاج الاستماع اليها وليس فقط هى من ترغب فى افراغ كبت يومها وايامها


وردتى الصغيرة من اهلى ومن دمى,لها فى القلب مكان لا يغيره الزمان,حكمت الاقدار عليها وعلى ان اقوم بدور ابى وامى ,واعاتب نفسى لانى لا اتذكر هذا الدور احيانا, ولكن مع مضى الوقت اتعلم الا اتخلى عنه ابدا , واقوم به مهما كانت الظروف والموانع,حفظها الله ورعاها وطمئن قلبى عليها دائما,وردتى الصغيرة ,شقيقتى الصغيرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق